بعد الأيام الأولى من الهجوم على غزة، كثرت الاتصالات على البيت الابيض لكي يتدخل
الرئيس الأميركي جورج بوش ويوقف نزيف الدم. ومن المعلوم ان الرئيس الأميركي جورج
بوش سيترك البيت الابيض في 20 (كانون الثاني) يناير الجاري، فكان المشهد التالي:
موظفة السنترال: نعم.
المتحدث: انا زعيم عربي أريد التحدث مع جورج بوش.
الموظفة: لحظة من فضلك.
(في الطرف الآخر)
الموظفة: سيدي الرئيس معي على الخط زعيم عربي يريد التحدث معك.
الرئيس: اوووه... هذا وقته؟!... ألا يعلم هؤلاء انني مشغول بترك هذا المنزل...
ولملمة اغراضي الشخصية؟
... ها... لورا هل وجدت السلسلة الذهبية لكلبنا «باربي»؟
لو سمحتِ أخبريه أنني مجتمع مع أركان قياداتي للبحث في الموضوع.
(في الطرف الآخر).
الموظفة: عفواً أيها الزعيم... الرئيس في اجتماع مع قيادات وأركان البيت الابيض... اتصل به لاحقاً.
بعد لحظات... يرن جرس البيت الابيض.
الموظفة: البيت الأبيض مرحباً.
المتكلم: مرحباً انا زعيم عربي كبير وصديق الرئيس الروح بالروح.
الموظفة: لحظة من فضلك.
(في الطرف الآخر)
الموظفة: سيدي الرئيس معي على الخط زعيم عربي ويقول انه صديقك الروح بالروح.
الرئيس يفكر قليلاً: لورا... لورا... هل تعرفين احداً من الزعماء العرب كان صديقي جداً ويسهر معنا.
بوش لموظفة السنترال: لو سمحت اسمعي ماذا يريد وبعد ذلك سلمي الرسالة الى «رايس»،
لا اعرف ان كانت موجودة او أنها ذهبت لتسديد ما عليها من أقساط على بطاقاتها الائتمانية.
(في الطرف الآخر)
الموظفة: عفواً سيدي الزعيم... البيت الابيض مشغول مع الاحداث المؤلمة التي وقعت في
من جراء الاعتداء الفلسطيني من قبل جماعة إرهابية اسمها «حماس»، وطلب مني الرئيس
أن أستمع الى مكالمتك وطلباتك حتى أعرضها عليه.
المتكلم: شكراً لفخامة الرئيس، وأود أن أبلغكم أن أبناءنا في غزة يتعرضون منذ أربعة أيام
الى قتل وتدمير على يد الإسرائيليين، وحتى الآن استشهد 400 فلسطيني واكثر من 3 آلاف جريح،
أما الأطفال فقد شردوا وتهدمت المنازل، أريد فقط لو ان الرئيس يتدخل لوقف هذا العدوان،
وفتح المعابر والحدود مع رفح لدخول المساعدات ونقل المرضى،
ونتعهد انه لن يدخل شيء آخر غير هذا.. لا سلاح ولا مقاومة او حتى متطرفين إرهابيين.
الموظفة: كتبت طلباتك... وسوف اقدمها لفخامة الرئيس.
بعد الظهر... من جديد يرن الهاتف في البيت الأبيض.
موظفة السنترال: مرحباً، البيت الابيض.
المتكلم: مرحبببببا... جييين.
الموظفة: اهلاً مين؟
المتكلم: مرحباً.. ما عرفتيني... انا زعيم عربي.
الموظفة: أهلا بيك... ماذا تريد؟
المتكلم: بوش صاحي... اريد التحدث معه.
الموظفة: لحظة من فضلك.
في الطرف الآخر.
الموظفة: سيدي الرئيس... معي على الخط زعيم عربي... يعرفك تمام المعرفة... وهو صديقك.
الرئيس: اوووه... كم قلت لهم انني لست صديق أحد... هذا حب الكراسي...
لن يتذكرني أحد غداً حينما أغادر هذا المنزل.
اسمعي ضعيه على الـ «hold» أو افصلي الخط... أعرف انه يريد قروضاً الآن...
ألا يعرف اننا نمر بأزمة مالية عالمية.
اسمعي خذي منه هذه الطلبات وبعد ذلك ضعيها في اقرب فرامة ورق.
لورا... هل لاحظت ان هذا القميص أزراره قد ضاعت ولا بد ان ألبسه في سهرة الليلة...
هيا لورا أرجوك ابحثي عنه.
الموظفة: حسناً سيدي.
(في الطرف الآخر).
الموظفة: سيدي اخبرني ماذا تريد وسوف اعطيه إياه.
المتكلم: لو سمحت أخبريه أن الأزمة المالية العالمية عصفت باقتصادنا واصبح وضعنا سيئاً جداً...
المرتبات متوقفة... نريد ان نشتري بترولاً... وغذاء... ولدينا مشروعات متوقفة...
وليس لدينا مانع ان نرسي بعض العقود لشركات أميركية.
أريد فقط مبلغاً من المال لمساعدتي للخروج من هذه الازمة.
الموظفة: أخذت طلبك وسوف اقدمه لفخامة الرئيس.
(في الطرف الآخر).
بوش في صالة داخلية للبيت الأبيض مع زوجته لورا.
بوش: أمامي 10 أيام لمغادرة البيت الابيض... لا أصدق كيف أمضيت 8 سنوات،
بالفعل تعبت ولدي بعض الارتباطات يجب أن أنهيها بسرعة.
لورا: ماذا كان يريد اصدقاؤك العرب؟
بوش « يتنهد»: أووه هؤلاء لا تنتهي مشاكلهم، إما حدود أو تهريب أو جماعات أو فصائل
أو أزمات مالية، لا يحلون مواضيعهم بأنفسهم.
بصراحة يا لورا... لولا ضربة الحذاء الأخيرة في العراق لكنت أنوي استثمر في بعض الشركات هناك...
ولكن أرى أن الوقت قد فات... وأظن ضربة الحذاء التي تلقيتها ها هي الآن تسقط على
رؤوس الفلسطينيين في غزة... هل لاحظت كيف انتقمت؟
اسمعي: الأوراق والملفات الموجودة في المكتب اتركيها كما هي... أريد تسليمها الى أوباما.
يرن جرس الهاتف.
الموظفة: معي على الخط رئيس شركة بترول كومبني يطلب التحدث معك.
بوش: اعطني إياه بسرعة.
المتكلم: مرحباً.
بوش: اهلاً... فيرجي... أين أنت... أنتظر مكالمتك منذ فترة طويلة.
المتكلم: وافقنا على تعيينك كبير المستشارين في شركة النفط. وستكون على رأس العمل
من اول (شباط) فبراير المقبل... اما الراتب بالتأكيد سيكون مختلفاً.
بوش: هيههه... هيههه... لورا... لورا... باركي لي لقد حصلت على وظيفة... اشكرك يارب.
بعد قليل يرن جرس الهاتف النقال الخاص بالرئيس بوش.
ترررررن... ترررن.... ترررن.
(من الطرف الثاني)
المتصل: لا أحد يرد.
شخص آخر: حاول مرة أخرى... لعله وضعه على الصامت.
جرس... ترررن... تررررن.
المتصل: لا أحد يرد.
شخص آخر: ربما يكون في إحدى السهرات، او قد يكون في البنتاغون...
أو عند أحد أصدقائه... حاول مرة اخرى.
جرس... تررررن... ترررن.
بوش مقلداً صوت موظف شركة الاتصالات: الرقم الذي طلبته مفصول...
أرجوك لا تعاود الاتصال مرة أخرى